حينما قلت أحبك

حينما قلت أحبك لم أقصد بأنني أحب عيناك اللامعتين المشعة برحيق الغزل..
ولا شعرك الأسود كسواد ظلمة الليل..
ولا تلك الابتسامة المغرية التي افترست قلبي دون رحمة..
ولا عضلاتك المفتولة ..
ولا رائحة عطرك الباريسي..
أنا لا أحب ذلك الرجل المليء بعنفوان الشباب فقط..
أنا أحب ذلك الرجل المسن أكثر من الشاب اليافع..
فحينما قلت أحبك كنت أقصد أنني سأحبك إلى اليوم الذي سيرسم فيه الزمن
تجاعيد الشيخوخة على خارطة ملامح وجهك..
وإلى حين سقوط أسنانك وانحناء الرقبة وتقوس الظهر..
و بروز عروق يداك المتعبتين..
و إصابتك بهشاشة العظام والآلام المفاصل..
و رؤيتي لك وأنت تمشي بالعكازتين..
وإلى حين أشاهدك وأنت تتجرع الدواء..
إلى حين غزو الشعر الأبيض لرأسك..
وإلى حين اقتحام الزهايمر لجدران ذاكرتك ..
وإلى حين سماعي لصوت كحتك المطربة لي وأنت بين ذراعي..



أنا حينما قلت أحبك كنت أعني يا سيدي بأنني سأحتضنك شابا وتفارقني مسناً..
سأحبك إلى حين خروج روحي من جسدي..
إلى أن يدفن جسدي في جوف الأرض..
و إلى أن تحلق روحي في عالم الموتى..
وابقى مجرد صفحة جميلة من صفحات أيام حياتك ..
كلما مر طيف ذكراي بين أروقة عقلك تصيبك نشوة الفرح..
ترقص روحك سعادة فتختفي أشباح الحزن المعانقة لقلعة قلبك..